تحدثت المقاتلة المغربية حسناء جابر، والمدربة في “يو إف سي جيم”، عن تجربتيها في عالم الفنون القتالية المختلطة والتدريب.
وفي مقابلة إعلامة مع نادي “يو إف سي جيم”، كشفت حسناء جابر، عن كواليس انطلاقتها في عالم فنون القتال المختلطة، والتحديات التي واجهتها.
كما أشارت إلى طبيعة عملها كمقاتلة ومدربة محترفة، وسردت بعض التفاصيل الحياتية الخاصة بروتينها اليومي في القتال والتدريب.
وإلى نص الحوار:
ما هو مصدر إلهامك لبدء مسيرتك في الفنون القتالية المختلطة؟
تعرضت للكثير من التنمر منذ الطفولة، وتمت معاملتي دوماً على أنني فتاة ضعيفة.
لذلك لجأت للرياضة للتعامل مع الطاقة السلبية التي نتجت عن ذلك والتمكن من مواجهة المتنمرين، والدفاع عن نفسي عند التعرض لهذا النوع من التصرفات. وتلك كانت بداية حكايتي مع ممارسة فنون القتال المختلطة.
بداية التحدي
ما هي التحديات التي واجهتها حسناء جابر في تحقيق التوازن بين أنظمة التدريب الخاصة بك وحياتك الشخصية؟ وكيف يمكنك إيجاد التوازن بين هذين الجانبين الرئيسيين؟
واجهت العديد من التحديات وخاصة على الصعيد الشخصي، خلال تلك الأوقات، كان من غير المقبول بالنسبة لعائلتي أن أتمرن مع شبان يافعين، حيث أنه لم يكن من الطبيعي للفتيات أن يمارسوا الرياضة آنذاك في مجتمعنا. ولكني بذلت كل ما بوسعي لتحقيق أحلامي.
كم من الوقت مر على وجودك في نادي يو أف سي جيم الرياضي؟ وهل بإمكانك وصف روتينك اليومي كمدرب؟
بدأت بالعمل في نادي يو أف سي جيم منذ حوالي العام، ويتمحور روتيني اليومي على 8 ساعات أقضيها في التدريب ومساعدة المتمرنين على تحقيق أحلامهم.
فكما ذكرت مسبقاً، بسبب ما تعرضت له من صعوبات وتحديات للمضي في تحقيق حلمي، أسعى دوما لمساعدة الآخرين في تحقيق أحلامهم، وخاصة مع الأخذ بعين الاعتبار ما يتعرضون له من ضغوطات للموازنة بين حياتهم الشخصية وحياتهم المهنية. لذلك أسعى دائماً للوقوف بجانبهم في سعيهم وراء تحقيق أحلامهم.
هل يمكنك مشاركة أي تجارب أو لحظات شخصية تصف تفانيك خلال مسيرتك؟
أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو مغادرة عائلتي وموطني المغرب. والقدوم إلى الإمارات العربية المتحدة للمضي في مسيرتي المهنية وتحقيق حلمي.
وقد قدمت إدارة نادي يو أف سي جيم لي الكثير من المساندة والدعم ولذلك أقدم أفضل ما بوسعي في عملي وأبذل قصارى جهدي على الدوام.
حسناء جابر.. المقاتلة والمدربة
كيف يمكنك الموازنة بين كونك مدربة في يو أف سي جيم إلى جانب كونك مقاتلة في الفنون القتالية المختلطة؟
يعد تحقيق التوازن ما بين الحياة الشخصية والحياة المهنية تحدياً كبيراً، وخاصة مع العدد الكبير للمتدربين والمقاتلين الذين نعمل على تدريبهم خلال ساعات العمل، ولكن لحسن حظنا أنا وزملائي في العمل، فإننا نتلقى هنا في نادي يو أف سي جيم الدعم اللازم للتوفيق بين الوقتين المخصصين للحياة المهنية والحياة الشخصية مما يساعدني دوماً على تنظيم مسؤولياتي وتحديد أولوياتي.
كيف يمكنك الحفاظ على حافزك خلال الأوقات الصعبة نظراً للمرونة العقلية والجسدية التي تتطلبها هذه الرياضة في الكثير من الأحيان؟ هل هناك تقنيات أو استراتيجيات معينة يتم اتباعها؟
نعمل على صياغة استراتيجيات وتقنيات تناسبنا كمقاتلين، بما يحقق التوازن لنا والدعم لأنفسنا ولمن حولنا.
ولقد كنت محظوظة لأنني تدربت على يد المدرب ماهون صياح الذي لعب دوراً مهماً جداً في قولبة صحتي النفسية من خلال محادثاتنا المستمرة ودعمه لي على الدوام، كما أن حضوره للمباريات التي أخوضها عامل مهم جداً بالنسبة لي.
أما بالنسبة لصحتي الجسدية فلا أشعر بالقلق إزاءها حيث أنني أتمرن يومياً خلال الصباح والمساء، ولطالما أن صحتي النفسية سليمة فأنا بأفضل حال بالنسبة لصحتي الجسدية.
طموحات نسائية
باعتبارك قدوة ومصدر إلهام للرياضيات الطموحات، ما هي الرسالة أو النصيحة التي توجهينها للنساء اللاتي يترددن في دخول عالم الرياضات القتالية تبعاً للصور النمطية أو المفاهيم المسبقة المجتمعية؟
أفضل نصيحة أقدمها للنساء أن يبدؤوا بالتمرين ويجعلوا منه أحد أولوياتهم، وأن يحافظوا على نشاطهم بمزاولة رياضات الدفاع عن النفس.
لقد تجاوزنا الفترة التي كانت تقتصر حياة النساء فيها على الجلوس بالمنزل، حيث لا يحظين بالدعم لما يقومون به طالما أنه ليس من المهام المعتادة للمرأة.
ندرب في نادي يو أف سي جيم نساءً من مختلف الأعمار ومن المهم جداً تشجيع جميع النساء للبدء في رحلتهم والاستفادة من التدريب.
مع تزايد ظهور المرأة والاعتراف بها في رياضة الفنون القتالية المختلطة، كيف تنظرين إلى التمثيل النسائي في مستقبل هذه الرياضة ؟ وبرأيك ما هو الدور الذي يلعبه يو أف سي جيم في الارتقاء بهذا التمثيل مستقبلاً بشكل أكبر؟
اليوم، أصبحنا نشاهد مباريات لمقاتلات في كل مكان ونشهد تطوراً ملحوظاً في هذا المجال. كما يلعب الإعلام دوراً مهماً في تسليط الضوء على النجوم والأسماء المهمة في هذه الرياضة.
تتلقى النساء في نادي يو أف سي جيم تدريباً مميزاً كما يوجد أوقات مخصصة للنساء فقط . ونرى زيادةً ملحوظةً بأعداد النساء اللواتي يرغبن بالانضمام إلى صفوف المقاتلات وممارسة التمارين للرياضات القتالية.
ما هي التغييرات أو التطورات التي ترغبين في رؤيتها لتحقيق المزيد من دعم وتمكين المرأة في الرياضات القتالية؟
أتمنى أن أشهد المزيد من التغطية الإعلامية على عالم الرياضة القتالية والتعمق أكثر بموضوع النساء اللواتي يمارسن هذه الرياضات، حيث أننا حقاً بحاجة إلى المزيد من الإشادة بهذه المواضيع إعلامياً.
