بدأ شهر رمضان المبارك ودخل المسلمون 30 يوماً من الصيام والصلاة والعبادة في شهر المحبة الخير. وفي وقت يُمارس المسلمون كل الطقوس الدينية المتعلقة بهذا الشهر الكريم، يواجه الرياضيون بعض المشاكل من أجل التوفيق بين الصيام والتدريبات وهو الأمر الذي يتسلل إلى رياضة الـ “MMA” أيضاً.
ويختار بعض المقاتلين عدم الدخول في مواجهات خلال شهر رمضان المبارك ولعل أبرزهم المقاتل خبيب نورماغوميدوف، والذي اختار عدم الدخول في أي مواجهة عنيفة خلال شهر الصيام وذلك من أجل تأدية واجبه الديني مثل الصيام والصلاة (الصيام سيكون من الفجر حتى مغيب الشمس أي ما يفوق الـ 16 ساعة).
لكن السؤال المهم يبقى لماذا يختار مقاتلي الـ “MMA” المسلمون عدم المنافسة خلال شهر رمضان وما الذي يجعلهم يبتعدون عن المنافسات خلال شهر الصيام. يشرح هذا التقرير بعض الجوانب التي تُفسر اختيارات المقاتلين وكيفية تعاملهم مع الشهر الكريم لمدة 30 يوماً.
رمضان ومقاتلي الـ “MMA”
خلال شهر رمضان المبارك يصوم المسلم لساعات طويلة ويُمنع تناول الطعام أو شرب المياه لحوالي 16 أو 17 ساعة متواصلة حتى مغيب الشمس، وهذه العملية تمتد على حوالي 30 يوماً. الأمر الذي يعني أن الرياضي الذي يعتمد على التغذية الصحيحة خلال اليوم من أجل اجراء التدريبات والدخول في مواجهات لن يكون في حالة متوازنة ولن يكون قادراً على استجماع طاقته بسبب النقص في التغذية.
وبالنسبة للمسلمين أهم الصفات التي يتوجب عليهم الالتزام بها خلال شهر رمضان وطوال أيام السنة تقوم على خمس واجبات دينية حددها القرآن الكريم: أولاً الصلاة والتي تُقسم إلى خمس مرات يومياً (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء)، ثانياً الشهادة وهي الالتزام برسالة النبي محمد (ع)، ثالثاً الزكاة وهي عملية دفع الصدقات للفقراء والمحتاجين، رابعاً الصيام في شهر رمضان، خامساً الحج في مكة المكرمة وهو أسمى درجات العبادة عند الاسلام.
بالنسبة للمقاتلين المسلمين في الـ “MMA” القصة لا تختلف فالإلتزام الديني هو نفسه، وفي وقت يوجد الكثير من المقاتلين من شمال روسيا وتحديداً منطقة القوقاز ذات الأغلبية المسلمة (الشيشان وداغيستان)، ومن بين أبرز المقاتلين المسلمين هناك خبيب نورماغوميدوف، عمر ياخميدوف، إسلام ماخاشيف، زوبيرة توخوغوف، ماريباك تايسيموف، ماغوميد بيبولاتوف، رسلان ماغوميدوف، شاميل عبدوراخيموف.
ويرفض هؤلاء المقاتلين المنافسة داخل القفص خلال شهر رمضان المبارك، فمثلاً خبيب نورماغوميدوف رفض لأكثر من مرة المواجهة في هذا الشهر لعدم تأثير الأمر على التزامه بالواجبات الدينية خلال الشهر المبارك. وفي عام 2014 تحديداً رفض نورماغوميدوف مواجهة المقاتل دونالد سيروني، كما ورفض المشاركة في مواجهة من منافسات “UFC 200” بعد ذلك.
وخلال ورشة عمل في منافسات “UFC 197” قال خبيب نورماغوميدوف: “رمضان في مستوى أخر، هذا كل شيء بالنسبة لي، لا يمكنني المنافسة في رمضان”، وأثار هذا التصريح ضجة كبيرة بين الجماهير والتي تساءلت عن إمكانية أن يتحكم المقاتل بتوقيت المواجهة أو متى يقرر أن يخوض المواجهة. في المقابل هناك المقاتل بلال محمد الذي تحدث في وقت سابق وأشار أنه ليس لديه أي مشكلة في المنافسة والقيام بواجبته الدينية خلال شهر رمضان ومنها الصيام.
في النهاية واجه الرياضيون الذين ينافسون في البطولات العالمية مثل الألعاب الأولمبية وبطولة كأس العالم هذا الأمر في السنوات الماضية، منهم من اختار الصيام وخوض المنافسة مثل حارس مرمى المنتخب الجزائري في مونديال 2014، عندما ظهر على الكاميرا وهو يفطر بين الشوطين على حبة بلح ومياه، ومنهم من قرر المنافسة دون الالتزام بشهر رمضان حرصاً على تقديم واجبه مع المنتخب الذي يلعبه معه. ليبقى القرار عند الرياضي الذي يختار قراره في النهاية مثل خبيب نورماغوميدوف الذي اعبتر أن القتل يمكن أن ينتظر 30 يوماً.