لا حديث في أوساط الرياضات القتالية منذ مدة سوى عن النزال الذي قد يجرى أو لا يجرى بين أسطورة الملاكمة الأمريكي فلويد مايوذر وبطل منظمة UFC للفنون القتالية المختلطة الأيرلندي كونور ماكغريغور.
وفي حين لا يشكك العديد من محبي الرياضات القتالية في كون المناوشات الكلامية بين مايوذر وماكغريغور حقيقية، وأنها هي التي مهدت للنزال الذي أكدت بعض المصادر أنه سيجرى هذا الصيف، طلع آخرون ليؤكدوا أن الأمر برمته هو مجرد حملة دعائية من طرف محيط المقاتلين.
التأكيد جاء على لسان الصحي كافان كايسي الذي كتب مقالا مطولا عن الموضوع نشره موقع Balls الأيرلندي، حيث قال إن فريق ماكغريغور التقى في شهر ديسمبر الماضي بمستشار فلويد مايوذر، آل هايمون.
اللقاء جرى مباشرة بعد تتويج ماكغريغور بلقب UFC لوزن الريشة على حساب جوزيه ألدو، وكان الاتفاق على أن يقوم كل محيط كلا المقاتلين للترويج للطرف الآخر عبر حملة دعائية بأقل قدر من الجهد.
كايسي أوضح أن مايوذر لم يتلقي ماكغريغور وأنه رئيس UFC دانا وايت ليس له علاقة بالموضوع، وأن مسألة إجراء نزال بين النجمين لم تكن مطروحة على الطاولة بل الهدف المسطر كان هو القيام بحملة دعائية يخدم بها كل طرف الآخر.
الموقع الأيرلندي ذكر كيف أنه أسبوعين بعد اللقاء بين آل هايمون وفريق ماكغريغور، بدأت حملة المناوشات الإعلامية. مايوذر قال حينها إنه لا يعرف من يكون كونور ماكغريغور هذا، وإنه سمع بأنه يطلق تصريحات كبيرة، لكن الناس يمدحونه. لكن عندما يقوم هو بشيء مماثل، يعتبرونه مغرورا، مضيفا أن للأمر علاقة بالعنصرية.
حديث فلويد مايوذر عن البطل الأيرلندي تزامن مع ما كشف عنه الأخير بخصول تواصل مع آل هايمون الذي قيل إنه كان يسعى لإدراج إسم ماكغريغور في بطاقة نزالات مهمة للملاكمة لكن تعاقد المقاتل الأيرلندي مع UFC حال دون ذلك.
مقال موقع Balls، في سعيه لتفنيد ما يروج حول جدية إجراء المواجهة بين أسطورة الملاكمة وبطل UFC، استشهد بما قاله الصحفي كيفن إيول، الذي صرح:
“فكرة نزال محتمل في الملاكمة بين فلويد مايوذر وكونور ماكغريغور هو مجرد جنون. إنه من شبه المؤكد أن لا يجرى لكن مايوذر مع ذلك يسوق كثيرين كأنهم نعاج”.
إيول، الصحفي المتمرس والعارف بشؤون الملاكمة والفنون القتالية المختلطة، أعطى إشارات مهمة على الجمهور المتحمس أكثر من اللازم لهذا النزال أن يلتقطها، حيث قال:
“ما ينبغي على محبي الرياضة الذي يؤمنون بهذه السخافة أن يعوه جيدا هو ما إذا كانوا يريدون حقا مشاهدة مباراة في الملاكمة بين شخص فاز بالميدالية النحاسية في الألعاب الأولمبية، ثم واصل مسيرته الاحترافية بتحقيق 49 انتصارات مقابل ولا هزيمة ضد شخص لم يخض أي نزال كملاكم.
إذا كنتم تعتقدون أن نزال مايوذر ضد ماني باكياو كان سيئا – وهو بالفعل كان مريعا- فإن مايوذر ضد ماكغريغور سيكون أسوأ بكثير”.
وحتى مع افتراض إمكانية وجود نية لدى محيط المقاتلين وبعض الجهات لتنظيم النزال، يبدو من شبه الأكيد أن الهيئة الرياضية بولاية نيفادا، ورئيسها بوب بينيت، الذي هو بدوره حكم في الملاكمة، سيقفان في وجه هذا المشروع.
بينيت، كما يؤكد المقال، حريص على سلامة الملاكمين، ولأنه لا يمكن إجراء هذا النزال سوى في لاس فيغاس لكسب الرهان الماضي، ستجد الأطراف الراغبة في إقامة المواجهة صعوبة في إقناع هيئة نيفادا بقدرة ماكغريغور على خوض هذا النزال.
وفي انتظار أن تنقشع غمامة الغموض التي تلف مصير المواجهة بين فلويد مايوذر وكونور ماكغريغور، يرى عدد من المتابعين أنه ينبغي التطلع لرؤية المقاتل الأيرلندي يعود إلى قفص الفنون القتالية المختلطة بدل مواصلة الحديث عن مغامرته في الملاكمة، والتي تبدو صفقة دعائية وتجارية أكثر منها رياضية، سواء التقى المقاتلين فعلا داخل الحلبة أو واصلا مناوشاتهما عبر وسائل الإعلام.
أضف تعليق