تطلب الأمر حوالي السنة لكي تستجمع بطلة UFC السابقة الأمريكية روندا راوزي قواها وتعود إلى قفص المنافسة في البطولة، حيث ستكون هذه العودة من خلال المنافسة على اللقب الذي ضاع منها حينما تواجه البطلة الحالية البرازيلية أماندا نونيس برسم حدث UFC 207 في 30 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
عودة راوزي سبقها دخول البطلة السابقة في حال من الاكتئاب فكرتها معها في الانتحار، كما أكدت في تصريحات سابقة، بعد تلقيها أول خسارة في مسيرتها الاحترافية أمام مواطنتها هولي هولم. الهزيمة كانت مرة كذلك بالنظر إلى الطريقة التي تمت بها، حيث سقطت راوزي بالضربة القاضية في الجولة الثانية بعد أن أكلت ضربا مبرحا طيلة أطوار المواجهة على يد مقاتلة أكثر منها تمرسا في فنون النزال الواقف.
مياه كثيرة جرت تحت جسر وزن 61 كغ للنساء بعد غياب راوزي حيث فقدت هولي هولم اللقب بصورة مفاجئة أمام ميشا تايت بعدما صمدت هاته الأخيرة في نزال من خمس جولات لتنتزع اللقب بحركة استسلام. بيد أن تتويج تايت باللقب لم يكن ليأخذه كثيرون على محمل الجد ربما، كما هو الشأن بالنسبة إلى بطل وزن 84 كغ مايكل بيسبين، بالنظر إلى وجود مقاتلين “أقوى” في هاته الفئة.
نفس الشيء بالنسبة إلى تايت، فتتويجها باللقب ما كان ليدوم طويلا مع وجود مقاتلات أخريات من طينة أماندا نونيس التي انتزعت حزام البطولة بسهولة في الجولة الأولى ضد تايت.
بالنسبة إلى راوزي كان تنقل الحزام بين أكثر من مقاتلة دليلا على أنها سيدة هذا الوزن. صدقية هذا الادعاء بالمقابل يبقى مرهونا بإثبات لاعبة الجودو الأولمبية سابقا لنفسها أمام أماندا نونيس.
وبالرغم من تأكيد رئيس UFC دانا وايت بأن روندا ما تزال نجم البطولة الأبرز، وبرغم الحماس الذي يسبق عودة النجمة السينمائية، إلا أنه من الواضح أن أسطورة المقاتلة الأمريكية قد تكسرت وبالتالي فهي لم تعد تخشى كالسابق بعد أن ظهر جليا ضعف مستواها في النزال الواقف مقارنة بمقاتلات أخريات من بينهن هولي هولم وفالنتينا تشيفشنكو والبطلة الحالية أماندا نونيس.
نونيس أكدت أنها مستعدة حتى لمواجهة سلاح راوزي الأبرز، وهو الجودو، والذي تمكنت بفضله من تسيد فئة النساء لوزن 61 كغ. المقاتلة البرازيلية ردت على المنتقدين لمنح راوزي فرصة التنافس عن اللقب من خلال الإشادة بمسار المقاتلة السابقة، مؤكدة في الوقت ذاته ثقتها في التغلب عليها حيث قالت:
“أنا متأكدة 100 بالمئة بل 200 بالمئة من أنني سأهزم روندا راوزي..أعتقد أنه من الخطأ القول بأنها لا تستحق المنافسة على اللقب خصوصا بالنظر إلى أنها كانت بطلة مهيمنة على هذه الفئة. أعتقد أنها تستحق لكنني متيقنة من أنني سأهزمها. لقد كنت أتدرب لمواجهة راوزي منذ أول قتال لي في UFC“.
راوزي ستخوض نزالها ضد أماندا نونيس بمعنويات مختلفة عن خصمتها. هاته الأخيرة هي البطلة، لكن الفوز على البطلة السابقة سيمثل لحظة مهمة في مسيرتها كمقاتلة. راوزي بالمقابل ستكون مطالبة بإثبات الذات ولا يعرف ما إذا كانت استطاعت التغلب على مرحلة الشك التي رافقتها بعد هزيمتها المرة قبل أقل من سنة.
يذكر أنه في حال فوز راوزي واستعادتها للقب، قد تجد المقاتلة الأمريكية نفسها أمام تحد أصعب من خلال مواجهة أشرس مقاتلة برازيلية وهي كريس جاستينو “سايبورغ” والتي ظلت تطالب برأس راوزي منذ سنوات.
أضف تعليق